صورة وحكاية
بقلم: د. سائد الكوني
الشخوص: قائديـْن تشرفت بالعمل تحت لوائهما
المكان: مقر المقاطعة في رام الله حيث حوصر القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) حتى تاريخ استشhاده،
الزمان: فكما هو معلوم بالضرورة أثناء فترة الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)،
الموضوع: لقاء عمل
واقع جديد فرضه الاحتلال منذ تلك الحقبة في الأراضي الفلسطينية، قُطعت فيه أوصالها، وحوصرت مدنها وقراها ومخيماتها، وتعذرت حركة المواطنين ما بينها، وحينه كانت جامعة النجاح الوطنية، جامعة الكل الفلسطيني، يؤمها الطلبة من كافة بقاع الوطن، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً؛ من القدس العاصمة وأكنافها؛ من غزة هاشم وربوعها، مروراً بخليل الرحمن وبيت لحم مهد المسيح، ورام الله والبيرة، وأريحا والأغوار، وطوباس، وجنين وطولكرم، وقلقيلية، ومختلف القرى والبلدات الفلسطينية والقائمة تطول ولا تقصر.
حينها ارتأت جامعة النجاح، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، بتوجيهات مباشرة إلى رئيس الجامعة آنذاك، الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، من قبل الشhيد القائد الرئيس أبو عمار، أن تواصل دورها النضالي، والوطني، والتعليمي لقادة الوطن وعماده المستقبليين، وسارعت بافتتاح موقع تعليمي لها في غزة هاشم بالتعاون مع جامعة الأقصى، وآخر في مدينة رام الله بشارع الإرسال. كنت أشغل منصب عميد كلية الاقتصاد والعلوم الادارية، وفي ذات الوقت منسق برنامج ماجستير ادارة الأعمال (MBA)، وتم تشريفي من قبل سعادة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة بتكليفي متابعة سير العملية التعليمية لطلبة الماجستير في الموقعيْن، وكنت أحد المدرسين للطلبة فيه،
اليوم وإذ يعيد التاريخ نفسه، بذات الشخوص، تواصل النجاح رسالتها ودورها الوطني والتاريخي في صقل الشخصية الوطنية الفلسطينية المقاومة لأجيالنا الشابة أينما وجدوا، فكانت مبادرة انشاء فرعٍ للجامعة في مدينة روابي، وان شاء الله غداً أو بعد غد فرعٍ آخر في غزة هاشم، في ظل الاغلاقات الجائرة المتواصلة التي تشهدها مدينة نابلس، ويتعذر معها وصول الراغبين في الدراسة بجامعة الكل الفلسطيني، جامعة الحصار والانتصار، من طلبة جنوب ووسط الضفة الغربية.
والسؤال إذن: ما الذي تغير اليوم عن الأمس؟